الحب الحقيقى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحب الحقيقى

منتدى للحب والبحث عن السعاده
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المدينـة الجامعيّـة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
دمعة شجن
حب حقيقى
حب حقيقى
دمعة شجن


انثى
عدد الرسائل : 1122
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 13/12/2007

المدينـة الجامعيّـة Empty
مُساهمةموضوع: المدينـة الجامعيّـة   المدينـة الجامعيّـة Icon_minitimeالأربعاء مارس 05, 2008 5:34 pm

المدينـة الجامعيّـة


الحمد لله.. لقد جاءني التنسيق علي جامعة الاسكندرية, وكنتُ في غاية السرور لهذا, حيث أني أحب الحرية وأريد الهجرة من المنزل, فذللت الصعاب أمام أهلي قائلا أنها نزهة وردية أعود منها بعد عام
وأين ستعيش؟ -
في شقتنا بالعجمي -
والأكل والمواصلات؟ -
والحل؟؟ -
المدينة الجامعية -
هكدذا هتف أبي في عبقرية يحسد عليها, ثم أخذ يروي لي كيف أنه في شبابه كان نزيلا في نفس المدينة, وأخذ يحكي عنها بافتتان وكأن المدينة الجامعية هي عاصمة الجنة
وأخذ يقنع أمي ثم يقنعني.. يبدو أنه قد وجدها فرصة للتخلص مني.. ولم أكن محتاجا في الواقع لهذا الإقناع, فأنا أريد أن أسافر
سافرتُ إلى مدينة الثغر الساحرة صيفا وشتاء, وأقمت عند أقاربي أولا قبل دخول المدينة، حتى عندما ظهرت كشوف المقبولين في المدينة تلكأت أسبوعا أو يزيد حتى أعرف: ايه النظام يعني, وفي أحد الأيام سألت أحد زملائي المقيمين بالمدينة: حاتم .. انت ساكن في المدينة؟
بشرود: نعم
ايه رأيك في الأكل؟ -
نعم؟؟ -
الأكل .. الأكل إيه نظامه؟ -
الأكل!!!.. أكل ايه يا بني؟ -
يبدو أنه من فرط السعادة في المدينة نسي الأكل وشهوات البطن, هذا رائع
*******
قررت أن أخوض التجربة بنفسي, فذهبت لاستلام غرفتي بالمدينة, وحين دخلتها لأول مرة أصبت بالصدمة فالغرفة التي طالما حلمت بها لا تتسع لي ولحقيبتي معا إلاّ بأوضاع هندسية معقدة, فكيف بالحياة فيها لعام كامل؟
كانت المشكلة التي تؤرقني فعلا هي كيفية الصلاة في الغرفة, فإما أن أصلي كالمصابين بالشلل الرعّاش, وإما أن أصلي مثل باقي الخلق و أصطدم بالحائط من خلفي وأمامي وبالسقف من فوقي, أما التحركات داخل الغرفة فهي العذاب ذاته, وهنا خطرت لي فكرة, سألتحق بمدرسة لتعليم الباليه الإيقاعي.. هذا هو الحل الوحيد
في اليوم التالي جاءني أحد الـ: جيران.. طرق الباب ففتحت
السلام عليكم -
وعليكم السلام -
قال: والنبي ممكن حبة شاي ومعلقتين سكر؟
قلت: لا والله آسف, أنا لا أشرب الشاي وبالتالي لا أشتريه
طيب كوباية -
قلت: برضه آسف, أصل الدكتور مانعني من الشرب أساسا
لم ييأس.. وقال: طيب فوطة.. فرشة.. ملاية.. مكنة حلاقة.. أي حاجة تطلع من ذمتك
الله يسهل لك -
أغلقت الباب قبل أن أسمع أوبرا: أبويا في المستشفى.. أو سيمفونية: أنا باجري على أيتام
*******
ذهبت للغداء في الـ: مطعم.. كما يطلقون عليه, وهو.. لمن لا يعلم.. يبعد عن مباني الإسكان بحوالي سبعة كيلومترات, أو هكذا خيل لي من شدة الجوع والتعب, وقلت لنفسي أنني سأتحسن بمجرد أن آكل وستدب الدماء في عروقي, أرى الحياة باللون الوردي
أخذت صينية وتوجهت إلى موزع الطعام .. ولكن لشدة دهشتي وجدت الطلاب يتوجهون بالصواني إلى الحمام.. فسألت أحدهم: هو حضرتك رايح فين بالصينية؟
رايح أغسلها في الحمام -
انت خلصت أكل؟ -
أكل!! الظاهر انك مستجد -
وجاء زميل له يسأله: انت برضه رايح تغسل الصينية؟
ايوة, أصلها مش نظيفة -
قال يعني الأكل هو اللي نضيف -
وصعقت مما سمعت, فلابد أنهما ينظران إلى النصف الخالي من الكوب، المهم غسلت الصينية وتوجهت إلى موزع الطعام وقد سمعت أن قائمة الغداء اليوم تتكون من: أرز, خضار, فراخ, سلاطة, برتقال, خبز بلدي
يا لها من قائمة شهية
وقفت أمام موزع الأرز الذي ضرب الكبشة في الإناء, ولكن يبدو أن الطريق الجوي من الإناء إلى صينيتي مليئ بالمطبات الهوائية حيث أن نصف الأرز قد وقع ثانية في الإناء, والمؤسف أن الموزع قد وضع في الصينية نصف ما تبقي في الكبشة من أرز وأعاد النصف الآخر إلى الإناء من غير سوء, وقفت منتظرا أن يملأ الصينية بالأرز ولكنه زمجر لأتحرك, وحين أخبرته أن الكمية غير كافية بدأ الغناء الأوبرالي عن: التلاتين ملطوش الذين ندفعهم شهرياً.. واختتمها بكونشرتو: ربنا يتوب علينا من الشغلانة دي
ولم يختلف الحال كثيرا عند موزع الخضار, ولكني وقفت طويلا محاولا معرفة كنه ذلك الكائن العجيني الأخضر ذي الأقدام الذي يقبع في الإناء, ونظرت الى الموزع مستفسرا فقال في فخر: فاصوليا.. فهززت رأسي أن شكرا وأنا أعجب كيف يمكنه أن يقف أمام الإناء دون أن يسد أنفه
أما عند موزع الدجاج فقد ترددت كثيرا أن أطلب صدر بدلا من الورك.. ولكن نظرة شرسة على وجه الموزع جعلتني أعدل عن ذلك
أخذت الصينية التي امتلأت حتى ربعها.. مع التفاؤل.. ولكنني قلت لنفسي أن أكف عن النظر إلى النصف الخالي من الكوب
عند الأكل اكتشفت أن الطعام هنا له طقوسه الخاصة, فالأرز يتم تنقيته أثناء الأكل, والخضار يجب أن يوضع عليه أطنان من الملح حتى يطغى على طعمه الذي ليس له طعم.. هذا قبل أن تكتشف أن الملح غير صالح للإستخدام الآدمي أساسا, أما السلاطة فيبدو أنها مضروبة بالشبشب, والفاكهة لا تؤكل, والطامة الكبرى كانت في الخبز الذي كان صلبا للغاية, استحالة يؤكل أو يقطع إلاّ بمنشار كهربائي, ولكنني احتفظت به لغرض في نفسي
ووجدتني تلقائيا أتراجع عن نظرية: النصف الخالي من الكوب.. حيث أنني.. بالتدقيق.. لم أجد كوبا من الأساس
وبدأ اكتئاب المدينة يتمكن مني, وبدأت أكتسب صفة التتنيح والسنتحة المميزين لأغلب طلبة المدينة
*******
طرق عليّ اليوم الباب ذات الجار السئيل, مددت يدي إلى موضع أعرفه جيدا في الغرفة, وتناولت رغيف الخبز إياه .. و طااااخ .. قذفته على رأسه, فيما بعد عرفت أنه قد نال سبع غرز في رأسه, والله أحسن
*******
في يوم وبعد أن أفتحت باب الغرفة واستعددت للحركات البهلوانية.. طقوس دخول الغرفة.. أولا أستدير 270 درجة في اتجاه عكس عقارب الساعة ثم أغلق الباب بكعب قدمي والقفز مباشرة مع إحناء الرأس والنزول علي أطراف أصابعي مع ثني الركبتين ثم الارتماء على السرير, وهممت بالنوم الذي سوف ينسيني ما أمر به ولو بشكل مؤقت, ولكني فوجئت بمن يطرق الباب.. لابد أنه ذات الجار السئيل إياه جاء مطالبا بالثأر.. فتحت الباب, لم يكن هو الجار بل شخص غريب آخر
أي خدمة؟ -
أنا محسن -
محسن مين؟ -
زميلك في الغرفة -
وسقطتُ مغشياً عليّ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المدينـة الجامعيّـة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الحب الحقيقى :: منتدى الفرفشه والضحك :: االنكت والفوازير-
انتقل الى: