وكان الصمت اجابته....!!!!

ثارت .. صرخت في وجهه .. حطمت الأكواب .. أحرقت الدفاتر و الأوراق.. كسرت الأطباق .. أطفأت الشموع .. أخمدت النيران .. و بكت .. بكت كما لم تبك من قبل .. بكت على صدره .. ابتل قميصه بدموعها .. و خصلات شعرها المتناثرة على كتفيه .. و نشيجها المختلط بنبض قلبه .. خمدت الثورة .. بنفس السرعة التي بدأت بها .. تبدو كما لو كان وحش كاسر انتفض قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة .. و كانت هي تلفظ آخر أنفاس ما تبقى لها من قوة .. من رفض .. من اعتراض .. من ألم .. ثم انهارت .. سقطت بين ذراعيه .. كانت كمن يقاوم أمواج البحر الهادرة .. و يصارع طواحين الهواء .. كان قلبها ينبض بحبه .. يضخ صوته في شرايينها .. فتتنفس عطره .. و تنطق بكلماته .. تصلى همساته .. تركع أمام عيناه .. تسجد لرجولته .. فيبتسم هو لها .. و ينظرلها بحنان .. كانت تراه كثيرا مع أخريات .. و تسمع كلامه المعسول لغيرها .. و لكنها كانت تبتسم .. وتصمت .. و بداخلها إيمان بأنه لها مهما دار بهما الزمن .. و فرقت بينهما البلاد .. كان كثيرا ما يتجاهلها .. وكان هذا يقتلها .. فتثور .. وتغضب .. و تشكو .. لا ليس له .. لم تشكو أبدا له .. لم تكن ـ على حد تعبيرها ـ تريد أن تجرح الصفاء والسكون الكامن في عينيه .. كانت رؤيته كالماء الذي يطفئ نار الحرمان بداخلها .. فتخمد الثورة و تهدأ العاصفة .. هي .. تعشق مداعباته .. تتلاشى في بحر صوته .. تذوب في لمساته .. هو يمتلك مادياتها ومعنوياتها .. يهيمن بكبريائه على وجودها .. يسيطر بسطوته على كيانها .. يثير عواصفها ويهدئها .. يشعل نارها ويخمدها .. يستفز صرخاتها ويخرسها .. يبعثها للحياة ويقتلها .. يدفعها للتمرد ويركعها .. يصفع وجهها ويقبله .. يحتقر جسدها ويحتضنه .. يزدريها و يغازلها .. هي تكره ضعفها أمام جبروته .. تكره خضوعها له .. و في نفس الوقت تعشقه .. تعشق ما يسببه لها من ألم .. تنصهر حين تتحسس بأناملها وجهه .. كما لو كانت غير مصدقة .. غير متأكدة أن هذا ليس حلما .. و كانت هذه هي المرة الأولى التي تنطق فيها بثورتها أمامه .. المرة التي يعرف فيها مدى معاناتها .. لم تكن تدرى كيف واتتها الشجاعة .. كيف أسعفتها الكلمات .. لم تدرى إلا و هي مستلقية في حجره و رأسها مرتمية على صدره .. و هي تبكى بحرقة وألم .. و تهمس .. فاض الكيل .. لم أعد أستطيع الاحتمال .. لقد نفذت أعذاري .. لا أقدر على اختلاق أعذار أكثر من ذلك .. لم أعد أستطيع أن اقنع نفسي ببراءتك .. لم اعد أستطيع أن اخدع نفسي .. فربت برقة على كتفيها .. اهدئي .. أخبريني ماذا حدث .. سألته .. هل تحبني .. أجبني هل تحبني .. ضمها إليه .. بالطبع أحبك .. هل عندك شك في ذلك .. فهمست .. إذا لماذا تعذبني .. لم تكبدنى كل هذه المشقة .. أجبني .. نظر في عينيها .. ولم يجب .. فلم تقو هي على النطق .. لم يطاوعها قلبها .. خانتها الكلمات .. فما أن تمكنت ساقاها من حملها .. حملت حقيبتها و غادرت المكان مرددة:
ترك قلبي في هواه مضطرم
ونيران آلامي أحرقته
وما التفت لفؤاد في جمر تلظى
وما حاول إجابة لأسئلته
سل نجوم الليل تخبرك
عما بصرخات دمى سطرته
وانظر للسماء إن رأيت بدرا
يخبرك عن نهرا بدمع عيني أفضته
وان سلكت الدرب يوما
يحكى لك كم ليلة بالألم خطوته
وان اتخذت شجر الحزن ملاذك
يخبرك كم من سنين عمري رويته
وان صرخت جدران الأسى
سلها عن فؤاد دهرا حوطته
وان نضجت ثمار الحرمان
سلها عنى تخبرك كم تذوقته
ولكنى ما من ليلة ناجيته
إلا وصدى صوتي سمعته
فما كان هو ليسأل
وكان الصمت إجابته

حب جديد عدد الرسائل : 13 تاريخ التسجيل : 30/12/2007

الصمت هو الخنجر المسموم الذى يغرس فى القلوب ليخرج ما بها

وليمزقها ويجعلها بقايا

((((((((((((((((((((بقايا قلب)))))))))))))))))))))))))))))

ميرسي يا حبيبتي ع ردك

ونورتي الموضوع