ramy حب حقيقى
عدد الرسائل : 231 العمر : 39 الموقع : فى البيت العمل/الترفيه : مهندس حاسب الى المزاج : تمام اوى تاريخ التسجيل : 12/12/2007
| موضوع: اه........................................يا خوفى؟؟ الخميس مارس 06, 2008 5:46 am | |
| قليلة هي الأشياء التي تثير اهتمامي.. وهذا ما صنع مني أشهر صحفي في المدينة..
أنا لا أكتب عن كل الترهات التي يكتب عنها الباقون ليل نهار.. فلا شيء مما يكتبونه يستحق ثمن الحبر الذي طبع به في رأيي.. فقط ما يثير اهتمامي إلى أقصى حد هو الذي أكتب عنه, وكما قلت سابقاً..
قليلة هي الأشياء التي تثير اهتمامي..صحيح أن هذا يعني أنني أعمل أقل من زملائي, لكني أربح أكثر والمنطق بسيط وواضح.. حافظ على اسمك وسيرتفع سعرك.. لو أضعت عمرك في الكتابة عن كل سخافة تكتظ بها الحياة، ستتحول إلى واحد من هذه السخافات, أمّا لو حافظت على اسمك, فسيتنافس الكل للحصول على سطر تكتبه, وستحصل في المقالة الواحدة على ما يحصل عليه عشرة من زملائك في أشهر من العمل الممض السخيف..
يحتاج الأمر إلى قوة إرادة غير طبيعية, وعين ثاقبة تبحث بلا كلل أو ملل عمّا يثير الاهتمام.. وبالطبع إلى العديد من العلاقات التي تسهل لك الوصول إلى هذه الأشياء, لذا حين اتصل بي صديقي (رأفت) أدركت أنه يحمل لي ما سيثير اهتمامي حقاً..
يعاني (رأفت) مثلي من حالة فقدان الاهتمام بأي شيء, وهذا ما دفعه للعمل كمدير لأحد السجون, فهناك – على حد قوله– ستجد أنماطاً مثيرة للاهتمام حقاً من البشر..
هناك ستجد قصصاً تستحق أن تروى, وأشخاصاً يستحقون أن تمنحهم جزءاً من وقتك الثمين.. لذا حين اتصل بي (رأفت) طالباً مني أن أسرع إليه, أدركت أنني سأحصل على قصة تستحق ثمن الحبر التي ستطبع به.. خاصة أنني اشتممت رائحة جديدة في صوت (رأفت).. رائحة الخوف..وهي رائحة من الصعب أن تجدها في صوت مدير سجن, يقضي أغلب وقته مع القتلة واللصوص والمغتصبين ومن هم أسوأ.. مدير سجن يشرف يومياً على إعدام رجل أو رجلين ويستقبل يومياً العشرات بدلاً منهم..
مدير سجن لن يطلب مني المجيء فوراً إلا لو كان الأمر يستحق..
لذا لم تمض نصف ساعة على اتصاله بي حتى كنت في مكتبه, أنتظر أن يتمالك نفسه ليحكي لي ما حدث بالضبط.. وحين بدأ أخيراً, كان أول ما قاله: - لا أعرف تفسيراً لما سأخبرك به لذا لا تطلب مني واحداً.. فقط اصغ لي جيداً.. أنت تعرف أن كل سجن فيه قبو خاص للاحتفاظ بالسجلات القديمة, وما تبقى من المساجين الذين يتم إعدامهم, دون أن يطالب أحدهم بما تبقى منهم.. وأنت تعرف أيضاً أن أي قبو لا يستحق اسمه إلا لو غطى الغبار وأنسجة العناكب على كل ما فيه , لذا لا ندخله إلا لو كنّا مضطرين, وفي الأغلب لا يحدث هذا إلا كل بضع سنوات.. وليلة الأمس كانت من الليالي السوداء التي اضطررنا فيها إلى فتح القبو..
- لماذا؟ - لنبحث عن بعض الملفات القديمة.. لا يهم السبب, المهم هو ماعثرنا عليه هناك..
قالها ومدّ يده أسفل المكتب ليخرج هاتفاً قديماً, غطى الصدأ أجزاءه المعدنية, قد تدلى منه سلك مقطوع قصير, وقد بدا عليه أن أحدهم نظفه من الغبار بلا اهتمام.. رأيته لأصيح حانقاً: - أهذا ما جئت بي من أجله؟!.. هاتف قديم؟! - المسه.. - ماذا ؟؟ - المسه بيدك.. الآن.. قالها بصوت لا يرد عليه, فمددت يدي بتردد لألمس الهاتف و.. و.. إنه قطعة من الثلج !!.. لا.. حتى الثلج لم يكن بهذه البرودة من قبل !! - إنه بارد.. أليس كذلك؟
قالها (رأفت).. فأجبت ذاهلاً: - بارد؟.. لو عثرتم عليه في القطب الشمالي، فلن يكون بهذه البرودة.. لكن.. - أعرف.. أنا لم أضع وقتك لتلمس هاتفاً بارداً, يحتفظ ببرودته مهما كانت درجة حرارة الغرفة.. أشياء كهذه قد تبدو غريبة, لكنها لا تثير اهتمامي مثلك.. والآن.. ارفع السماعة وضعها على أذنك..
هنا بدا لي الأمر سخيفاً ومؤلماً.. لماذا أضع سماعة هاتف يتدلى سلكه المقطوع على أذني إلا لو كنت أريد أن أجمّد رأسي ببرودته غير الطبيعية؟.. لاحظ (رأفت) ترددي, فقال: لا بأس.. سأشرح لك أولاً.. هذا الهاتف هو ما نسميه (هاتف المكالمة الأخيرة).. عادةً من يحكم عليهم بالإعدام, يسمح لهم بمكالمة أخيرة قبل تنفيذ الحكم.. وعادة ما تكون هذه المكالمات عبارة عن بكاء متبادل وندم بعد فوات الأوان.. ثم إنك لن تكلم أي شخص لو كنت ستموت بعد بضعة دقائق.. ستفكر طويلاً وملياً فيمن ستحدثه, وفيم ستقوله له.. هذه المكالمات يتم تسجيلها، وهذه التسجيلات لا يسمح لأحد أن يستمع لها إلا للضرورة القصوى..
قلت، وقد بدأت أشكل استنتاجاً في ذهني: - وأين هذه التسجيلات الآن؟
فأجابني باقتضاب: - لن تحتاج إليها.. فقط ضع السماعة على أذنك لوقت كافٍ وستصغي لها.. - ماذا؟!! - لا أملك تفسيراً كما أسلفت.. لسبب ما وبطريقة أعجز حتى الآن عن استيعابها, يحتفظ هذا الهاتف بالعديد من المكالمات التي تمت بواسطته.. ولو وضعت السماعة على أذنك لفترة كافية ستبدأ في الاستماع إليها واحدة تلو الأخرى.. قالها.. فصحت بذهول: - لكن هذا مستحيل.. (رأفت) لو كانت هذه دعابة سخيفة فـ..
- يمكنك أن تفككه لتفحصه بنفسك.. فعلتها أنا، ولم أجد فيه ما يريب، أو يثير الاهتمام.. مجرد هاتف قديم غير صالح للعمل بالمرة.. فقط هو بارد كالثلج، ويعيد بث مكالمات من انتهى بهم الأمر بحبل المشنقة.. أخذت أحدق في الهاتف عاجزاً عن الوصول إلى أي حل منطقي لهذا اللغز, وإن أخذ الصحفي في أعماقي يصرخ: هذا شيء مثير للاهتمام.. هذا شيء يستحق أن تكتب عنه.. افعلها وإلا..
لذا سألت ببطء: - هل يمكنني أن..؟ - إنه لك..
باغتني قوله, ولاحظ هو هذا ليردف: - لا حاجة لنا به.. لن يطالب به أحد ولن أقضي عمري لأستمع لمكالمات من استحقوا الإعدام.. يمكنك أن تأخذه لو كان يثير اهتمامك.. هنا تجاهلت وقاري المعتاد وبرودة الهاتف غير الطبيعية؛ لألتقطه من على سطح المكتب, ولأهبّ واقفاً، وأنا أقول: - إذن أستأذنك في الانصراف.. فأمامي ليلة من العمل الطويل..
ودون أن أنتظر رده أسرعت مغادراً المكان..
| |
|
دمعة شجن حب حقيقى
عدد الرسائل : 1122 العمر : 32 تاريخ التسجيل : 13/12/2007
| موضوع: رد: اه........................................يا خوفى؟؟ الجمعة مارس 07, 2008 10:51 am | |
| | |
|
تحياتي لهادم حياتي حب حقيقى
عدد الرسائل : 275 العمر : 32 المزاج : زي العسل وف التمام تاريخ التسجيل : 09/12/2007
| موضوع: رد: اه........................................يا خوفى؟؟ الخميس مارس 20, 2008 6:15 am | |
| مش المفروض يكون في باقي ولااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ شكرا ع الموضوع | |
|